شرح متن المقدمة الجزرية 02 ترجمة الإمام ابن الجزري صاحب نظم المقدمة (751-833هـ، 1350-1429م)

 

ترجمة الإمام ابن الجزري صاحب نظم المقدمة (751-833هـ، 1350-1429م)



الإمام ابن الجزري: نشأته وشيوخه وتلاميذه ومؤلفاته

اسمه ومولده:

هو شيخ القراء فريد دهره ووحيد عصره الإمام الفذ أبو الخير شمس الدين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الدمشقي الشيرازي الجزري الشافعي إمام القراء في عصره،

و"الجزري" نسبة إلى جزيرة ابن عمر ببلاد ديار بكر بالقرب من الموصل، ولعلها تسمَّى الآن جزيرة بُوْطَان، وتقع في منطقة جنوب شرق الأناضول بتركيا، على الحدود بين العراق وسوريا.

ولد في دمشق، ليلة السبت الخامس والعشرين من رمضان سنة 751هـ، داخل خط القصاعين بين السورين بدمشق

نشأته وحياته:

حفظ الْقُرْآن سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى بِهِ سنة خمس وَسِتِّينَ وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وافردالقراآت على بعض الشُّيُوخ وَجمع السَّبْعَة فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَحج فِي هَذِه السّنة ثمَّ رَحل الى الديار المصرية فِي سنة تسع وَجمع القراآت الْعشْر والاثنتي عشرَة ثمَّ الثَّلَاث عشرَة ثمَّ رَحل الى دمشق وَسمع الحَدِيث من اصحاب الدمياطي والابرقوهي. وَأخذ الْفِقْه عَن الاسنوي وَغَيره ثمَّ رَحل الى الديار المصرية وَقَرَأَ بهَا الاصول والمعاني وَالْبَيَان ورحل الى اسكندرية وَسمع من اصحاب ابْن عبد السلام وَغَيرهم وَأذن لَهُ بالافتاء ابو الْفِدَاء اسماعيل بن كثير سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وَكَذَلِكَ الشَّيْخ ضِيَاء الدّين سنة ثَمَان وَسبعين وَكَذَلِكَ شيخ الاسلام البُلْقِينِيّ سنة خمس وَثَمَانِينَ ثمَّ جلس للاقراء وَقَرَأَ عَلَيْهِ القراءات جمَاعَة كَثِيرُونَ وَولي قَضَاء الشَّام سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة. ثمَّ دخل الرّوم لما ناله من الظُّلم من أَخذ أَمْوَاله وَغَيره بالديار المصرية فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة فَنزل بِمَدِينَة بروسا دَار الْملك الْكَامِل الْمُجَاهِد بايزيد بن عُثْمَان فأكمل عَلَيْهِ القراءات العشر بهَا جمَاعَة كَثِيرُونَ من اهل تِلْكَ الديار وَغَيرهم وَلما كَانَت الْفِتْنَة الْعَظِيمَة الْمَشْهُورَة من قبل تيمور خَان فِي أول سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَأَخذه الامير تيمور مَعَه الى مَا وَرَاء النَّهر وأنزله بِمَدِينَة كش ثمَّ الى سَمَرْقَنْد وقرا عَلَيْهِ فِي كل مِنْهَا جمَاعَة كَثِيرُونَ. وَلما توفّي الامير تيمور خَان فِي شعْبَان سنة سبع وَثَمَانمِائَة خرج من بِلَاد مَا وَرَاء النَّهر فوصل الى خُرَاسَان وَدخل الى هراة ثمَّ الى مَدِينَة يزدْ ثمَّ الى اصبهان ثمَّ الى شيراز فقرا عيه فِي كل مِنْهَا جمَاعَة بَعضهم السَّبْعَة وَبَعْضهمْ الْعشْرَة وألزمه صَاحب شيرازبير مُحَمَّد قَضَاء شيراز ونواحيها فَبَقيَ فِيهَا كرها حَتَّى فتح الله عَلَيْهِ فَخرج مِنْهَا الى الْبَصْرَة ثمَّ فتح الله لَهُ الْمُجَاورَة بِمَكَّة وَالْمَدينَة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَحين اقامته بِالْمَدِينَةِ قَرَأَ عَلَيْهِ شيخ الْحرم.


شيوخه:

حفظ القرآن الكريم، وأخذ القراءات، وسمع الحديث من عدد من الشيوخ في دمشق ومصر والحجاز، ومنهم:

الشيوخ الذين تلقَّى عنهم القراءات وعلم التجويد:

1- من دمشق: الشيخ أبو محمد عبدالوهاب بن السلاَّر، والشيخ أحمد بن إبراهيم الطحان، والشيخ أبو المعالي محمد بن أحمد اللبان، والشيخ أحمد بن رجب، والقاضي أبو يوسف أحمد بن الحسين الكفري الحنفي.

2- من مصر: الشيخ أبو بكر عبدالله بن الجندي، والشيخ أبو عبدالله محمد بن الصائغ، والشيخ أبو محمد عبدالرحمن بن البغدادي، والشيخ عبدالوهاب القروي.

3- من المدينة المنورة: الشيخ أبو عبدالله محمد بن صالح الخطيب.

الشيوخ الذين تلقَّى عنهم الفقه والأصول والحديثَ واللُّغة وغير ذلك:

تلقَّى هذه العلوم رحمه الله من خَلْقٍ كثير من شيوخ مصر وغيرهم، منهم: الشيخ ضياء الدين سعد الله القزويني، والشيخ سراج الدين البلقيني، والشيخ صلاح الدين محمد بن إبراهيم بن عبدالله المقدسي الحنبلي، والإمام المفسِّر الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير صاحب التفسير، وهو أوَّل من أجاز له بالإفتاء والتدريس سنة 774هـ..

تلاميذه:

قرأ عليه القراءات وأخذ عنه العلم جماعات في مصر والشام وغيرها من البلاد التي طاف بها، ومن أبرزهم:

ابنه الشيخ أبو بكر أحمد بن محمد بن الجزري شارح الطيبة.

الشيخ إبراهيم بن عمر بن حسن البقاعي.

الشيخ عثمان بن عمر بن أبي بكر بن علي الناشري الزبيدي العدناني.

الشيخ محمود بن الحسين بن سليمان الشيرازي.

الشيخ عبد الدائم بن علي الأزهري.

الشيخ أبو الفتح محمد بن محمد بن علي المزي.

الشيخ أحمد بن محمود بن أحمد الحجازي الضرير.

الشيخ أبو بكر بن أحمد بن مصبح الحموي.

الشيخ نجيب الدين عبدالله بن قطب بن الحسن البيهقي.

الشيخ علي بن محمد بن حمزة الحسيني.

‌‌مناصبه:

أقرأ تحت قبة النسر بالجامع الأموي مدة، وولي قضاء دمشق، وابتنى دار القرآن في دمشق، ولي خطابة مسجد التوتة، ولي قضاء شيراز، تصدى للإقراء والتحديث في القاهرة في عهد السلطان الأشرف، ولي تدريس الصلاحية القدسية مدة.

مؤلفاته:

ألَّف مؤلفات عديدة بلغت نحوًا من ثمانين كتابًا، أقبل عليها العلماء وتناقلوها بين البلدان، وأكثر كتبه في القراءات نظمًا وشرحًا، واختصارًا وتحقيقًا، ومنها في المواعظ والتاريخ والسيرة والحديث والطبقات والتراجم.

وأهم مؤلفاته:

1- النشر في القراءات العشر، مطبوع.

2- تقريب النشر، مطبوع.

3- تحبير التيسير، مطبوع.

4- طيبة النشر في القراءات العشر، منظومة مطبوعة ومتداولة.

5- الدرة المضيئة في القراءات الثلاث، منظومة مطبوعة ومتداولة.

6- منجد المقرئين، رسالة تتعلق بأقسام القراءات وبيان تواترها وطبقات القراء، مطبوع.

7- المقدمة فيما على القارئ أن يعلمه، أشهر منظومة في التجويد، مطبوعة متداولة، وعليها شروح عديدة، من أشهرها شيخ زكريا الأنصاري وشرح ملا علي القارئ.

8- غاية النهاية في طبقات القراء، مطبوع.

9- التمهيد في علم التجويد، وهو أول تأليف لابن الجزري، مطبوع.

10- الظرائف في رسم المصاحف، انظر: مقدمة النشر للشيخ الضباع ص ز، ومقدمة منجد المقرئين 33.

11- البيان في خط عثمان، ذكر في هدية العارفين 2/ 187، مقدمة منجد المقرئين 25.

12- الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين.

13- الهداية في فنون الحديث.

أسرته:

كان والده تاجرا، ورزق ابن الجزري أولادا جميعهم من أهل العلم وقد ترجم لهم في غاية النهاية وهم: أحمد، محمد، إسماعيل، إسحاق، فاطمة، عائشة.

وفاته:

توفي ابن الجزري رحمه الله ضحوة الخميس لخمس خلوْن من أول الربيعين سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بمدينة شيراز، ودفن بدار القرآن التي أنشأها.

كلام العلماء فيه:

قال في البدر الطالع: "جد في طلب الحديث بنفسه وكتب الطباق، وأخذ الفقه على الإسنوي. اشتد شغفه بالقراءات حتى جمع العشر، ثم الثلاث عشر، وتصدى للإقراء بجامع بني، أمية، وطاف البلاد"  انتهى.

وقال في الشذرات: "كان عديم النظير، طائر الصيت انتفع الناس بكتبه وسارت في الأفاق مسير الشمس" انتهى.

 



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال