في رحاب القرآن كتاب الله تدبرا و تجويدا
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين،
قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ
الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ
يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [سورة البقرة: 121].
وقال جل شأنه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ
يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾ [فاطر: 29].
روى الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الماهر بالقرآن مع السفر الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران».
و روى الترمذي من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به
حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف».
وروى الشيخان من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل
الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا
ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها
مر، مثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر».
وروى البخاري من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
قال ابن الجزري في طيبة النشر:
وَبَعْدُ: فَالإْنْسَانُ
لَيْسَ يَشْرُفُ ... إِلاَّ بِمَا يَحْفَظُهُ وَيَعْرِفُ
لِذَاكَ كَانَ حَامِلُو
الْقُرآنِ ... أَشْرَافَ الاُمَّةِ أُوليِ الإحْسَانِ
وَإنَّهُمْ فِي النَّاسِ
أَهْلُ اللهِ ... وَإنَّ َربَّنا بِهِمْ يُبَاهِي
وقَالَ فِي الْقُرآنِ
عَنْهُمْ وَكَفَى ... ِبأنَّهُ أْوَرثَهُ مَنِ اصْطَفىَ
وَهْوَ فِي الاُخْرَى شَافِعٌ مُشَفَّعُ ...
فِيْهِ وَقَوْلُهُ عَليْهِ يُسْمَعُ
يُعْطَى بِهِ المُلْكَ مَعَ الْخُلْدِ إِذَا
... تَوَّجَهُ تَاجَ الْكَرامَةِ كَذَا
يَقْرَا وَيْرقَى دَرَجَ الجِنانِ ...
وَأبَوَاهُ مِنْهُ يُكْسَيَانِ
فَلْيَحِرصِ السَّعِيدُ فِي تَحْصِيْلِهِ
... وَلا يَمَلَّ قَطُّ مِنْ تَرْتِيْلِهِ
َوليَجْتَهدْ فَيهِ وَفِي تَصحِيحِهِ ...
عَلى الَّذِىِ نُقِلَ مِنْ صَحِيحِهِ
و قال الإمام الشاطبي في
حرزه:
وَبَعْدُ فَحَبْلُ اللهِ
فِينَا كِتَابُهُ ... فَجَاهِدْ بِهِ حِبْلَ الْعِدَا مُتَحَبِّلَا
وَأَخْلِقْ بهِ إذْ
لَيْسَ يَخْلُقُ جِدَّةً ... جَدِيداً مُوَاليهِ عَلَى الْجِدِّ مُقْبِلَا
وَقَارِئُهُ الْمَرْضِيُّ
قَرَّ مِثَالُهُ ... كاَلاتْرُجِّ حَالَيْهِ مُرِيحًا وَمُوكِلَا
هُوَ الْمُرْتَضَى أَمًّا
إِذَا كَانَ أُمَّهً ... وَيَمَّمَهُ ظِلُّ الرَّزَانَةِ قَنْقَلَا
هُوَ الْحُرُّ إِنْ كانَ
الْحَرِيَّ حَوَارِياً ... لَهُ بِتَحَرِّيهِ إلَى أَنْ تَنَبَّلَا
وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ
أَوْثَقُ شَافِعٍ ... وَأَغْنَى غَنَاءٍ وَاهِباً مُتَفَضِّلَا
وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ
يُمَلُّ حَدِيثُهُ ... وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً
وَحَيْثُ الْفَتى
يَرْتَاعُ فِي ظُلُمَاتِهِ ... مِنَ اْلقَبرِ يَلْقَاهُ سَناً مُتَهَلِّلاً
هُنَالِكَ يَهْنِيهِ
مَقِيلاً وَرَوْضَةً ... وَمِنْ أَجْلِهِ فِي ذِرْوَةِ الْعِزِّ يُجْتُلَى
يُنَاشِدُ في إرْضَائِهِ
لحبِيِبِهِ ... وَأَجْدِرْ بِهِ سُؤْلاً إلَيْهِ مُوَصَّلَا
فَيَا أَيُّهَا الْقَارِي
بِهِ مُتَمَسِّكاً ... مُجِلاًّ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِّلا
هَنِيئاً مَرِيئاً
وَالِدَاكَ عَلَيْهِما ... مَلاَبِسُ أَنْوَارٍ مِنَ التَّاجِ وَالحُلاْ
فَما ظَنُّكُمْ
بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ ... أُولَئِكَ أَهْلُ اللهِ والصَّفَوَةُ المَلَا
أُولُو الْبِرِّ
وَالإِحْسَانِ وَالصَّبْرِ وَالتُّقَى ... حُلاَهُمُ بِهَا جَاءَ الْقُرَانُ
مُفَصَّلَا
عَلَيْكَ بِهَا مَا
عِشْتَ فِيهَا مُنَافِساً ... وَبِعْ نَفْسَكَ الدُّنْيَا بِأَنْفَاسِهَا الْعُلَا
جَزَى اللهُ
بِالْخَيْرَاتِ عَنَّا أَئِمَّةً ... لَنَا نَقَلُوا القُرَآنَ عَذْباً
وَسَلْسَلَا
وبعد،
فبعون الله وحده أفتتح معكم هذه المدونة التي سأجعلها في رحاب كتاب الله تدبرا و تجويدا.
والسلام عليكم ورحمة الله.
أخوكم// المدون الواع